recent
أخبار ساخنة

أهم مشکلات الأطفال التي يعاني منها الأطفال و كثير من الآباء والأمهات

المدرب
الصفحة الرئيسية

 كتاب حل مشكلات الاطفال المراهقين وعلاجها 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد

إمام النبيين وخاتم المرسلين، وعلى آله ومن والاه إلى يومالدين وبعد:

فهذا هو الجزء الخامس من سلسلة ( التربية الرشيدة ).

حل مشكلات الاطفال


وقد كان الجزء الأول بعنوان: « مسار الأسرة » وكان الثاني

بعنوان: « القواعد العشر » أما الثالث فقد كان بعنوان:

« التواصل الأسري » وكان الرابع بعنوان: « المراهق »

وقد رأيت تخصيص هذا الجزء للحديث عن أهم مشکلاتالأطفال التي يعاني منها الأطفال و كثير من الآباء والأمهاتبغية توفير ثقافة تربوية تساعدهم على فهم تلك المشكلاتوالتعامل معها، ولعلي أشير في هذا التمهيد إلى بعض النقاطالجوهرية في هذا الشأن، وذلك من خلال الآتي:

1 - ليس من السهل رسمالخط الفاصل بين وضعية

الطفل السوي ووضعية الطفل الذي يعاني من

مشكلةالمشكلات السلوكية لدى الطفل يمكن ملاحظتها

من خلال شدة السلوك وتكرارهإضاءة

7عدد منعضوية أو نفسية، وعلى سبيل المثال فإن نشاط الطفل يعدمؤشرا على حيويته وصحته، لكن هذا النشاط حين يزيدزيادة كبيرة يصبح في حيز الأمراض التي تحتاج إلى علاج،

ومن الصعب على الأهل العاديين إدراك النقطة التي يتحوللديها السلوك من شيء ممدوح إلى شيء ينبغي السعيإلى التخلص منه، ومن هنا فإن إجراء مقارنة بين الطفلالذي تشتبه بأنه غير سوي وبين

الأطفال الأقرباءوالأصدقاء، يقدم درجة حسنة من البصيرة، ولكن علينا أننكون دائما على استعداد لمشاورة طبيب أو معالج نفسيحين نشعر أن الوضع خارج نطاق الطبيعي والمألوف، ولعلهذه المشكلة من أكثر ما يؤرق الآباء، ويوقعهم في الحيرة.

۲ - يمكن أن نتعرف على ما لدى الطفل من مشکلات

سلوكية بإحدى وسيلتين:



الأولى: ما نلاحظه من شدة ندرة السلوك، كما لو أن

ابن العاشرة قضم أذن أخيه الصغير، أو صار يعاني من فقدالشهية للطعام، أو من عدم القدرة على النوم...

الثانية: تكرار السلوك، وذلك مثل: ضعف الانتباه والتركيزلدى الطفل على نحو مستمر؛ ومثل: إكثاره من أكل الطعام

أو إظهار قدر شدید من الأنانية في التعامل مع

ومثل: تجنب الظهور أمام الضيوف على نحو حاسم.

الآخرين، منوسببأما إذا فقد السلوك غير السوي الصفتين معا ( الشدةوالتكرار ) فإن علينا أن ننظر إليه على أنه هفوة أو غلط عابر،

قد لا يستطيع النجاة منه الكبار فضلاعن الصغار.

إن القراءة الواسعة حول مشكلات الأطفال سوف

تمگننا - بإذن الله

من معرفة الحالات التي تستوجب فعلا

طلب المساعدة من طبيب أو مرشد أو صديق صاحب تجربةفي تربية الأطفال...

٣- التخلص من المشكلات النفسية وتعديل السلوك

وتغيير العادات الأمور المعقدة،تعقيدها هو

الفروق الفردية الواسعة بين الأطفال على صعيد الاستجابة

للعلاج الواحد، كما أننا معاشر المربين متفاوتون في ثقافاتنا

ووضعياتنا، وهذا كله يؤدي إلى أن النصيحة التربوية قدتجدينفعا مع طفل من الأطفال، وتكون عديمة الفائدةمعطفل آخر، وكثيرا ما أستشار في بعض مشكلات الأطفال،فأقول ما أراه، ويفاجئني السائل بأنه قد جرب ما أقوله لهمرات عديدة لكن ولده لم يتغير؛ بل ربما سمعت من يقول:إن حالة ابنه ساءت بعد تطبيق بعض النصائح، ومن هنا فإنمن المهم أن يكون لدينا عدد من الحلول للتعامل مع كلمشكلة، وسيكون علينا تجريبها جميعا حتى نساعد الطفلعلى الخلاص مما يشكو منه، أو نشکو نحن منه تبني ثقة أبنائنا بنا من خلال الحرية،وليس خلال الضغوطإضاءة

4 - لدينا ما يشير إلى أن من الطبيعي أن يكون لدى الطفلفي الخامسة أو السادسة من عمره أربع أو خمس مشكلات؛

مثل: العناد والغضب بسرعة وفرط الحركة والإعراض عنالعديد من أنواع الطعام، وحين يكبر قليلا فإن عدد هذهالمشكلات يتراجع؛ بسبب الوعي المتنامي للطفل وبسببتعرفه على المزيد من المفردات التي تتعلق بما هوغير لائقوغير مقبول في السلوك الاجتماعي؛ ولهذا فإنالأبوينهو جزء من الحل في أحيان كثيرة، ويبدو لكثير من الباحثينأن المشكلات السلوكية عند الإناث أقل مما هو موجود عندالذكور؛ ولهذا فتربية البنت كثيرا ما تكون أسهل من تربية

الولد، وحين يصبح الولد في مرحلة المراهقة فإن معاناة

أهله معه قد تتضاعف على نحو أكثر بكثير مما قد يجدونه

في تربية المراهقة.

ه - ترخ في الوعي الشعبي أن كل المشكلات التي

يعاني منها الأطفال تزول على نحو طبيعي حين يكبرون، أي

إن الناس ينظرون إلى مشكلات الأطفال على أنها طبيعية؛

ولهذا فإنها لا تحتاج إلى علاج، وهذا على إطلاقه غير

صحيح؛ فبعض مشكلات الأطفال يستمر معهم إلى الكبر؛

بل يتطور إلى الأسوأ مع مرور الأيام، وبعضها لا ينتهي حتى

يترك جروحا وندوبا نفسية عميقة، وقد رأيت أحد المراهقين ان سلب كرامة الطفل

يسوغ له عمل القبائح

إضاءة

۹

من

الذين أهمل أهلوهم معالجتهم من التبول اللاإرادي، رأيته

وقد حطم ذلك نفسه وأذله أمام زملائه حين أصبح ينام

في سكن إحدى الجامعات؛ ولهذا فلا يصح النظر إلى أي

مشكلة مشكلات الأطفال باستخفاف، ولا سيما إذا

بلغت مستوى عاليا من الشدة.

6 - تتفاقم بعض المشكلات لدى كثير من الأطفال بسبب

الذين يربونهم، وعلى سبيل المثال: فإن الطفل العدواني

يتمادى في التخريب وفي إيذاء إخوته إذا لم يتبين له أن

في بيته أبا حازما يقود ذلك البيت، ويطلب من الجميع

أن يذعنوا لقواعد التعايش فيه، يجب أن يعرف الطفل أن في

المنزل من يقول ( لا ) ومن يتابع ويعاقب ويحرم من بعض

الأشياء المحبة.

۷- إن من صفات القائد الجيد أنه واضح في تعابيره

ومحدد، ويتكلم بشكل موجز وحازم، وهذا ما ينبغي

أن

يتجلى في سلوك الأب مع أولاده؛ أحد الآباء قال لأبنائه :

ما رأيكم، ألم يحن وقت النوم؟ وكان الجواب من أحدهم:

بقي ساعة يا أبي. وقال الثاني: اليوم خميس، وغدا إجازة؛

ولهذا فقانون النوم الساعة التاسعة لا يسري علينا اليوم.

وقال الثالث: أبناء جيرا اننا لا ينامون إلا الساعة العاشرة،

فلماذا ننام نحن في التاسعة ؟!

الأطفال يحتاجون إلى القدوة

وليس إلى الانتقاد

إضاءة

هذه الاعتراضات سببها الأسلوب الرخو الذي اتبعه

الأب في مخاطبة أولاده، كان عليه أن يقول: بعد عشر دقائق

سيحين وقت النوم، وأرجو أن تتوجهوا الآن إلى غرفكم.

۸ - أنا في هذا الجزء من هذه السلسلة سأسلك المسلك

نفسه الذي سلكته في الأجزاء السابقة؛ حيث إنني سأحاول

استخدام أبسط أسلوب ممكن مع المحافظة على عمق

الأفكار والعمل على جعلها عملية قدر الإمكان، وسوف

أتجنب المصطلحات الفنية، وإن كنت أحرص دائما على

المحافظة على الأساس العلمي لكل ما أقول، كما أنني

سأحرص على ذكر الأسباب التي تولد المشكلات التي

سأتحدث عنها، وحين أقول: المربي أو الأب فإنني أقصد

أيضا الأم، وحين أقول: الابن أو الطفل أو الولد أو الصغير،

فأنا أقصد الذكور والإناث جميعا، وسأحدد كل ما ينبغي

تحديده على صعيد المربين والمتربين.

وإني لأسأل الله - تعالى - بأسمائه الحسنى وصفاته

العليا أن يبارك في هذا الجهد، وينفع به الأمة، وأن والحمدالله رب العالمين.


لتحميل الكتاب اضغط هنا 


google-playkhamsatmostaqltradent